نبهنا عليه في أول العنوان.
ولا بأس أن نتعرض لنهي إنجيل متى عن حلف البشر، فنقول: إن العهد القديم جعل الحلف بالله نحوا من العبادة والاعتراف بإله الحق وتوحيده فقد جاء فيه الرب إياه تعبد وباسمه تحلف (تث 6، 13، و 10، 20) يفتخر كل من يحلف به (مز 63، 11) والذي يحلف في الأرض يحلف بإله الحق (ا ش 65، 16) كيف اصفح لك عن هذه، بنوك تركوني وحلفوا بما ليست آلهة (ار 5، 7) ويكون إذا تعلموا علما طرق شعبي أن يحلفوا باسمي حي هو الرب (ار 12، 16) وكثير من نحو ذلك.
وجاء أيضا: إذا نذر رجل نذرا للرب أو أقسم قسما أن يلزم نفسه بلازم، فلا ينقض كلامه بكل ما خرج من فمه يعمل (عد 30، 2).
وجاء في متى (5، 33) أيضا قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث بل أوف للرب إقسامك 34 وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة بالسماء لأنها كرسي الله 35 ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم 36 ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء 37، بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا وما زاد عن ذلك فهو من الشرير..
وهذا الكلام إن كان المراد منه تحريم القسم مطلقا صادقا كان أم كذبا، فهذا الاحتجاج فيه لا يستقيم وذلك لوجهين (أحدهما) أن القسم إنما يكون بما له شأن وجهة عظيمة، وأن كون السماء كرسي الله هي المصححة للقسم بها لا مانعة منه.
وكذا كون الأرض موطئ قدميه - أي محل نفوذ مشيئة، وكذا كون أورشليم مدينة الملك العظيم.
فإن هذه الثلاثة قد اكتسبت بنسبتها إلى الله جلا جلاله شرفا وكرامة فيحق القسم بها وإلا فبماذا يحق القسم، أتراه يحق بالأوثان وهياكلها ومرتفعاتها وسواريها.
وأيضا إن صورة هذا الاحتجاج تعطي أن المانع من القسم بالأمور