آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها وتعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم وكل أنفسكم (تث 13، 1 - 4).
وهذا الكلام يعطي أن امتحان الله وتجربته لعباده قد يقطع بإظهار الآية والإعجوبة على يد الكاذب الداعي إلى الشرك ويعطيه حجة على ضلاله كما يعطيها للنبي الصادق الداعي إلى الحق.
وفي العهد الجديد في حديث الدجال الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة، وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، ولأجل ذلك سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم (2 تس 2، 9 - 13).
ولا يخفى عليك أن مثل هذا لا يجوز على جلالة الله ولطفه وعدله، فإنه إذا جاز أن يمكن الله الدجال أن يعمل بكل قوة ويأتي بآيات وعجائب فماذا تكون إذا حجة النبي الصادق المرسل من الله بدعوة الحق، وكيف يعذب الله من يصدق الدجال؟ وبماذا يعلم أن هذا الذي أرسله الله هو عمل الضلال أفلا يصح حينئذ ممن صدقه أن يقول إن الدجال قد جاء بمثل ما يجئ به الرسل من الحجة الباهرة أو أكبر فإن كان أولئك صادقين فالدجال مثلهم أو أولى منهم بالصدق لأن قواته وآياته وعجائبه إن لم تكن أكبر فهي مثل حججهم، وإن لم يكن هذا النحو حجة فبماذا أعرف الصدق لكي يصح عقابي على عدم الإيمان به، وهكذا الكلام في الأنبياء الكذبة الذين ذكرت الأناجيل أنهم يعطون آيات عظيمة وعجائب (مت 24، 24 ومر 13، 22).
وهذا بخلاف تكثير السمك يوم السبت فإن ليس فيه تمويه الضلال ببرهان الحق وحجته ولا فيه إغراء بالضلال.
ألا ترى أن تكثير الزانيات في البلد وتكثير الخمر ليسا إغراء بالزنا وشرب