وموسى كليم الله خرج لاستقبال حميه فسجد وقبل له، وفي الأصل العبراني (ويشتحوا ويشق - لو) (خر 18، 7).
وسجد داود النبي ثلاث مرات لما ودع ناثان ابن شاول (1 صم 20، 21) وسجد لشاول (1 صم 24، 8 وسجد ناثان النبي لداود النبي (1 مل 1، 23)، وسجد سليمان النبي لأمه (1 مل 2، 19).
وزيادة على ذلك أن يوسف سجد أمام وجه يعقوب (تك 48، 12) وسجدت ابيجايل لداود (1 صم 5، 23)، وكذا بثشبع (1 صم مل 1، 16) ولم يذكر أن هذين النبيين منعا عن السجود لهما.
وأما المقدمة الثانية فإن الأناجيل تذكر أن اليهود اعترضوا على المسيح بأكل تلاميذه من الزرع في يوم السبت وهو محرم فاحتج على جواز ذلك بأكل داود من خبز التقدمة الذي لا يحل إلا للكهنة (مت 12، 1 - 9 ومر 2 ولو 6).
أم تقول: دعنا من احتجاج المسيح، فإن هؤلاء الأنبياء كلهم قد عصوا وأخطأوا في هذا السجود لغير الله وإن كان بعنوان التحية والإكرام لا بعنوان العبادة.
إذا فلماذا لم تتعرض كتب وحيكم لتوبيخهم على ذلك لا تصريحا ولا تلويحا ولا إشارة؟.
ولنا أن نقول: إن سجود الملائكة كان شكرا لله وتمجيدا له على خلقه لآدم أبي الأنبياء والأصفياء والأولياء لأجل ما لهم من عظيم الشأن وشرف المنزلة، فيعود السجود الذي هو لله بالتكريم والتبجيل لآدم، ولأجل ذلك نسب السجود لآدم باعتبار غايته المطلوبة، وليس كذلك ما يذكره العهد القديم في سجود إبراهيم ومن ذكرناهم من الأنبياء.
فتدبر ما قلناه، وراجع كلام المتكلف، وقل ما شئت في تمجيده على معرفته وأمانته.
* * *