أن عنده شيئا من الحجة على دعواه صاح به الحق والحقيقة أأقف وأسكت يا هذا المدعي باطلا فإن تلوثك المحسوس والعلوم بموانع النبوة أوضح حجة وأصدق شاهد على سقوط دعواك وبطلانها وعلى أنك إن أتيت بشئ تحاول به الاحتجاج لدعواك الساقطة فإنما هو خرافة مشوهة أو صورة مموهة لا مساس لها بشئ من الصواب.
عمانوئيل: يا شيخ ما هي موانع النبوة التي تشير إليها بحيث تسقط بالتلوث بها دعوى المدعي للنبوة والرسالة.
الشيخ: هي النقائص التي تنقض الغرض من الرسالة وتبطل غايتها الكبيرة الكريمة ومنها ما ذكرنا في صفات النبي والرسول أنه يجب أن يكون مبرءا منها كما توجبه الحجة المعقولة.
فمنها: ظهور الكذب على المدعي وإن كان في الأمور العادية. فإن الذي يظهر عليه الكذب لا يوثق بمنقولاته التي يمكن لهم التجسس على صدقها فكيف يثقون به في الأمور النبوية الغيبية.
وحاشا الله القدوس أن ينقض الغرض الكبير من النبوة ويضيع أمرها الجليل في رجل لا يتماسك عن الكذب ولا يثق الناس به بل يعدونه من الرجال الناقصين.
لأن كل من عرف الإله وقدسه وحكمته وعرف النبوة وشأنها الجليل وغاياتها الكبيرة ليعرف بحسب فطرته الأصلية وبديهته الأولية أن الله لا يضيع أمر النبوة وفائدتها في الرجل الكاذب.
نعم ربما يعترض في بعض الخيالات توهم أن اللازم هو أن لا يكون كاذبا في التبليغ عن الله. ولكن هي لصاحب هذا الخيال رجلا كاذبا يدعي النبوة ويدعوه إلى تصديقه واتباعه فإن صاحب هذا الخيال أول ما يقوله لذلك المدعي ألم يجد الله أكذب فإن صاحب الخيال يقول له من لا أثق به في شأن تمرة كيف أثق به في شأن درة، من لم يكن أمينا في القليل كيف يأتمنه الله في الجليل الخطير ويضيع هذا الأمر الجليل