ويسقط فائدته لو سمح هذا المدعي أن يصدق فيه ولا تغلبه نفسيته وأهوائه ومن الكذب الفظيع أن يتقلب مدعي النبوة في دعاويه المتناقضة التي يكذب بعضها بعضا وينقض بعضها بعضا.
عمانوئيل: وهل لها مثال فيما سمعنا به من الحوادث.
الشيخ: مثاله على محمد الشيرازي فإنه ادعى في أول أمره أنه نائب المهدي المنتظر عند المسلمين وخصوص الشيعة وإنه داع للمهدي ثم ادعى أنه نفس المهدي المذكور ثم ادعى أنه نبي الله ورسوله ثم ادعى أنه الله تعالى الله عما يقولون وكل هذه الدعاوى مسطورة في كتبه. فانظر إلى ما نقله في نصائح الهدى (1) صحيفة 7 - 10 و 14 - 17 و 77 و 99 و 100 (ومن موانع النبوة) أن يخبر عن الله بأمر ويلزم من ذلك الأخبار كذبه على الله بأحد وجوه:
الأول: أن يكون المدعي للنبوة يخبر بنبوة شخص وصدقه في دعواها ودعوتها ويكون ذلك الشخص يصرح بتكذيب هذا المدعي للنبوة في ادعائه لها فهذا المدعي إن كان صادقا اتفاقا بإخباره بنبوة ذلك الشخص إذن فنبي الحق يكذب هذا المدعي في ادعائه النبوة لنفسه فتسقط دعواه وإن كان كاذبا بإخباره بنبوة ذلك الشخص كفى بكذبه في هذا الأمر الكبير حجة على سقوط دعواه.
عمانوئيل: هل لهذا الوجه مثل في حوادث الدنيا؟
الشيخ: مثال مسيلمة المتنبي في عهد رسول الله محمد (ص) فإن مسيلمة اعترف وأخبر بأن محمدا رسول الله مع أن رسول الله محمد (ص) يكذب مسيلمة في تنبيه ويسميه مسيلمة الكذاب فتسقط دعوى مسيلمة إذ يلزم مما ذكرناه كذبها.
الثاني: أن يعترف المدعي للنبوة والوحي ويشهد بنبوة شخص