دعوتهم ومسخت شرايعهم كما أشير إليه في كتاب العقائد الوثنية (1) في صحيفة 5 و 6 كما أنكم يا عمانوئيل قد حققتم في بحثكم في أواخر الجزء الأول أن هذا الحال بعينه جرى مع المسيح ودعوته الصالحة وحفظه للشريعة فلماذا لا يكون من نحو ذلك. برهما، وبوذا، وكرشنا وأندر، وبالى، وكونفوشيوس وغيرهم في الهند والصين والياپان وما والاها. ومترا وزورستر وغيرهما من الفرس. وباكو، وبوشيكا، وأناس كثيرون يذكرون في أقطار أميركا. وكالذين يذكرون في أسوج ونروج وغيرها من بلاد الاسكندنافيين. مضافا إلى أنه يوجد عند الأمريكيين في أقطار أميركا وعند الهنود والصينيين ومن والاهم والإفريقيين والأورپاويين اسم التوحيد مع القول بالأقانيم ورسوم العبادات للإله والصيام والعمودية والاعتماد على المخلص والتخليص من الجحيم وإغواء الشيطان وبقاء النفس بعد الموت وسعادتها وشقائها والاعتماد على الغفران فانظر أقلا إلى كتاب العقائد الوثنية إن لم يتيسر لك النظر إلى مصادر نقله وغيرها.
وهذا كله يشير إلى أنه أنقاض دعوات رسولية قد تمت بها الحجة واللطف ولكن الأهواء والضلال مدت إليها أيديها الأثيمة فهدمت صروحها وشوهت توحيدها وتعاليمها وشرايعها. عادة جارية في ضلال الانسان وابتلاء الأديان فإن التاريخ يعيد نفسه، وجديده يمثل قديمه.
وما يدريك بالحال فلعل الفترات بين الرسالات القديمة هي بنحو الفترة بين المسيح ورسولنا عليهما الصلاة والسلام.
ولعلك تنظر في كلامك إلى القرآن الكريم. بغير خفي إن وحي القرآن الكريم لا يهمه التاريخ وإنما يذكر منه ما يدخل في أغراضه الحميدة ولا يستنكره الجهل ولقد قال في الآية الثامنة والسبعين من سورة