مع الله، وإن نوحا سار مع الله وخاطبه وكانت له شرايع.
وأن الله خاطب إبراهيم في حاران وسوريا وجعل له شريعة الختان. وخاطب الله إسحاق ويعقوب.
ثم أرسل الله موسى بالدعوة والشريعة. فلم تذكر التوراة إلى آخر أيام موسى نبوة ورسالة في الهند والصين واليابان ولا شمالي هذه البلاد ولا في أوروبا ولا في أقاصي إفريقيا.
وجرت كتب العهد القديم على ذلك فحصرت ذكر النبوة والرسالة ووجود الأنبياء بسوريا وبابل وجاءت كتب العهد الجديد فحصرت ذكر النبوة والرسالة وتاريخها بسوريا وآسيا الصغرى وأوروبا الشرقية الشمالية ورومية. فنقول حينئذ يا عمانوئيل لو كان غير ذلك من أقطار الدنيا نبوة ورسالة لذكرتها كتب العهدين.
يا عمانوئيل أين مضت نتيجة بحثكم في خلل كتب العهدين كما مر في الجزء الأول.
أفلا يكفيك من ذلك ما ذكره القس في صحيفة 430 و 431 من أن التوراة أهملت شيئا كثيرا من تاريخ النبوات والرسالة ومن ذلك ما استدركه عليها العهد الجديد، لنقتصر على هذا المقدار من الكلام على كتب العهدين.
يا عمانوئيل لا ينبغي في شرف العلم أن يقال: إنه ليس في أقطار الدنيا نبوة ولا رسالة ولا دعوة رسالة غير ما ذكره العهدان.
أليس من الجائز أن يكون في جميع أقطار الدنيا أنبياء ورسل ودعوة رسولية بأضعاف ما ذكره العهدان ولكن التاريخ المعرقل بالأهواء لم يذكر من ذلك شيئا على وجهه الحقيقي لأنه لا يلائم خطته.
بل يجوز أن يكون من الأنبياء والرسل غالب هؤلاء الذين جعلهم الناس آلهة متجسدة وأركان الثالوث والأقانيم وجرى عليهم الصلب والاضطهاد من أجل دعوتهم الصالحة ولكن الأيام وأحوالها بدلت صورة