التوراة الرائجة تصرح بأن إسماعيل سكن في برية سينا لما كان لها أدنى تأثير في معارضة الحقيقة المعلومة فإنه لو لم نعرف من خلل هذه التوراة الرائجة ما ذكرتموه أنتم في الجزء الأول وما ذكره كتاب إظهار الحق وكتاب الهدى في جزئية لكفانا في ردها ما نجده فيها من عدم التحفظ عن الخبط والتناقض في أمر الأسماء ومواقع البلدان.
ألا ترى أنها لما ذكرت الذين اشتروا يوسف وباعوه في مصر لفوطيفار رئيس شرطة فرعون تقلبت في أسمائهم ما شاءت فتارة سميهم مديانيين نسبة إلى مديان بن إبراهيم وتارة تسميهم كما في الأصل العبراني مدانيين نسبة إلى مدان بن إبراهيم أيضا وتارة تسميهم إسماعيليين نسبة إلى إسماعيل بن إبراهيم فانظر إلى العدد الثامن والعشرين والسادس والثلاثين من الفصل السابع والثلاثين والعدد الأول من التاسع والثلاثين من سفر التكوين..
وأيضا ذكرت في أول سفر التثنية عبر الأردن الذي كلم فيه موسى بني إسرائيل بسفر التثنية فذكرت أنه قبالة سوف بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب وأنت إذا عرفت مواقع بحر سوف وحضيروت من الفصل الثالث والثلاثين من سفر العدد وعرفت موقع عبر الأردن والعربة تعرف أن هذا الكلام مما لا يمكن أن يستقيم.
عمانوئيل: إن جماعة علمائنا والروحانيين في النصرانية يصرحون بأن برية فاران هي جزء من برية سينا أفلا يكون قولهم حجة.
اليعازر: أسفا على حرية ضميرك يا عمانوئيل كيف تجادل في العلم وتضطهد الحقائق بشئ أنت تعلم أنه موهون.
ألا تعرف أن الروحانيين الناهضين للتبشير وإصلاح الأخلاق والتعليم بالتقوى والصلاح والصدق وللمباحثة في الأديان هم أولى الناس بأن يكونوا محل الثقة والاعتماد على علمهم وصدقهم وقد اتضح لنا في الصحيفة 5 و 6 في الجزء الأول أن جمعية كتاب الهداية مع المرسلين