" ذراعان عمقه في ذراع وشبر سعته " (1) فإنها ظاهرة في الشكل المستدير فيضرب نصف القطر في نصف محيطه فيخرج حاصل الضرب سبعة و عشرين شبرا ويكون حاصل الضرب في الصحيحة الأولى كذلك أيضا فإن ضرب ثلاثة الطول في ثلاثة العرض يسير تسعة وضربها في ثلاثة العمق يصير سبعة وعشرين شبرا.
وهذا القول هو المختار والأقوى مما ذهب إليه المشهور لقوة أسانيد كما لا يخفى.
هنا اشكالان عويصان ربما يتوهم في المقام اشكالان عويصان ولعدم التخلص عنهما رغب غير واحد من العلماء الأعلام عن هذا القول ورجحوا قول المشهور واختاروه فلا بد لنا من التعرض لهما ثم الإجابة عنهما إن شاء الله تعالى.
الأول فحاصله إن ضرب نصف القطر في نصف المحيط ثم ضرب المجموع في العمق وهو أربعة أشبار كما هو مقتضى رواية " ذراعين " بعيد عن الأذهان الساذجة ولا يقف عليه إلا المرتاض في العلوم الرياضية وأما غيره فلا يتصور في حقه فهم ذلك فضلا عن البدوي والقروي والحضري.
ودعوى أن إسماعيل بن جابر كان من أهل هذا الفن مكابرة جدا وإلا كان اللازم حينئذ أن يكون ذلك الأمر مذكورا في كتب الرجال في ترجمته وكتب الرجال خلو عنه.