أسبوع الحكومة، وكان ذلك أول مرة بعد تكليفي بالتصدي لوزارة الأمن (1)، وعندما انتهى اللقاء تعمدت أن أنتحي جانبا لأكون آخر من يودع الإمام. وحين لم يبق إلا أفراد قلائل تقدمت وقبلت يده المباركة، فأشار إلي أن أجلس! في تلكم اللحظة لم يكن يدور في خلدي أن أفوز بهذه الحظوة، فلم أتفطن إلى إشارته، وهممت أن أغادر الغرفة، لكنه أشار إلي مرة ثانية بالجلوس.
خرج آخر وزير من الوزراء، فلم يبق إلا أنا ونجله البار أخي العزيز المرحوم السيد أحمد (رحمه الله). فقال لي الإمام مباشرة: إعلم أن وزارة الأمن هي ليست وزارة الزراعة! فكن حذرا! وشاور فلانا وفلانا وفلانا (2) لاختيار الأشخاص الذين يتولون الوظائف الحساسة في الوزارة.
قلت: سأعمل بما تأمرون به، ولكن لما كنت أنا المسؤول عن الوزارة بالدرجة الأولى، ومن جانب آخر ربما يكون لكل واحد من الإخوة الذين ذكرتموهم رأي في الأشخاص الذين ينبغي أن يتم اختيارهم، فأنا الذي أتخذ القرار المناسب بعد المشاورة.
قال: هذا هو ما أقصده.
قلت مضيفا: إن الخطوط المسيطرة على المرافق الأمنية في البلاد الآن سبعة (3)، فإذا أردت أن أعمل كما يشتهي أحد الخطوط فإن أصحاب الخط الآخر سيعتبون علي، وإذا أردت أن أعمل مستقلا - وسأعمل - فالجميع سيعتبون، ولذا يمكن أن