" المهدي مني... يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما " (1).
بركات الإمام الغائب مع أن الأمة محرومة من قيادة الإمام (عليه السلام) الظاهرية خلال غيبته عجل الله فرجه - بخاصة غيبته التامة - بيد أنها تنتفع ببركات هدايته الباطنية وأنوارها (2).
سأل جابر بن عبد الله الأنصاري النبي (صلى الله عليه وآله) عن غيبة الإمام فقال: فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال (صلى الله عليه وآله):
" إي والذي بعثني بالنبوة، إنهم يستضيؤون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب " (3).
قال سليمان بن مهران الأعمش: قال أبو عبد الله (الإمام الصادق) (عليه السلام):
" ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله ".
قال سليمان: فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال (عليه السلام):
" كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب " (4).
وقال إسحاق بن يعقوب: ورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام):
"... أما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء " (5).