وأن يميز الحق من الباطل. قال تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) * (1).
ووعد سبحانه عباده الذين يجاهدون في سبيله بقوله:
* (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) * (2).
2 - التغلب على الخيال قوة الوهم والخيال من أعجب القوى البشرية الخارجة عن إرادة الإنسان، بل المسيطرة عليه من هنا، قلما يستطيع الإنسان أن يركز على موضوع معين، مثلا عند الصلاة تتقاذفه هذه القوة وتميل به يمينا وشمالا، فلا يحضر قلبه فيها حضورا تاما.
ويتغلب الإنسان على هذه القوة - في الدرجة الثانية من تكامله - بواسطة الولاية التكوينية. بعد ذلك كلما اشتاقت الروح إلى العروج نحو معشوقها الحقيقي على أساس فطرتها الإلهية تفقد قوة الخيال قدرتها على العمل، فلا يسعها أن تحول دون عروج العاشق، قال الشاعر جلال الدين الرومي في شرح الحديث النبوي القائل:
" تنام عيناي ولا ينام قلبي " (3) ما ترجمته:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " تنام عيناي ولا ينام قلبي عن رب الأنام ".
عينك ساهرة وقلبك نائم، وعيني غافية وقلبي في (مقام) فتح الباب (باب الرحمة والتقرب إلى الحق).
أنا لست جليسك بل ظلي هو من يجالسك، وإن مقامي يفوق الأفكار بل عبرت الأفكار، وأعرج باحثا فيما وراء الأفكار أنا حاكم على الفكر ولست محكوما، كما أن البناء حاكم على بنائه.