على الله تعالى بأنه لا يحتاج إلى مشاور ومشاورة في تدبير الأمور.
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا الدعاء، وأمرني أن أدعو به لكل شدة ورخاء، وأن اعلمه خليفتي من بعدي، وأمرني أن لا أفارقه طول عمري حتى ألقى الله عز وجل.
وقال لي: قل هذا الدعاء حين تصبح وتمسي، فإنه كنز من كنوز العرش.
وأوله:
" الحمد لله الذي لا إله إلا هو الملك المبين، المدبر بلا وزير، ولا خلق من عباده يستشير... " (1).
لعل من الأسباب التي أدت إلى مواظبة جميع القادة الربانيين على قراءة هذا الدعاء في كل صباح ومساء هو ما أكد في أوله - وأشار إليه اسم الدعاء أيضا - وهو أن الله تعالى وحده قادر على إدارة شؤون العالم بلا وزير ولا معاون ولا مشاور. أما الآخرون فإنهم - بالوسائل المتاحة لهم - قادرون على تدبير الأمور والإدارة الصحيحة.
أجل، إن دراسة السيرة الإدارية للنبي وأئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين تدل على أنهم كانوا يولون مشاورة الآخرين اهتماما خاصا.
قال الحسن بن الجهم: كنا عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فذكرنا أباه (عليه السلام) فقال:
" كان عقله لا يوازى به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه، فقيل له:
تشاور مثل هذا؟! فقال: إن الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه " (2).