الفصل الأول حقوق الناس في النظام الإسلامي رضا الناس عن الحكومات ودعمهم لها يرتبطان ارتباطا مباشرا بتلبية حاجاتهم. فكلما أفلحت الحكومات في قضاء الحاجات للناس - على شتى الأصعدة - نالت دعمهم وتأييدهم.
النقطة الدقيقة اللافتة للنظر هنا هي أن حاجات الناس لا تنحصر بمطالبهم المادية فحسب، إذ يمكن إرضاء الحيوان بإشباع بطنه، بيد أن إرضاء الإنسان لا يتيسر بهذه الطريقة. بعبارة أخرى: بقدر ما تكون العوامل المادية مؤثرة في إرضاء الناس تكون العوامل الروحية والمعنوية مؤثرة فيه أيضا، بل قد تتفوق العوامل الروحية على العوامل المادية من حيث الأهمية.
" من الممكن أن تتساوى الحكومات في تأمين الحاجات المادية للناس، لكنها لا تتساوى في كسب الناس وفي رضاهم عنها، فمن الحكومات من يفي بإشباع حاجات المجتمع الروحية، ومنها ما لا يفي بذلك " (1).