عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " (1).
أرأيت كيف يؤولون كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يخالف قصده، بأسلوب ماكر؟! وهذه هي الظاهرة الخطرة التي حذر منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الحديث وعشرات الأحاديث الأخرى، ودعا الأمة إلى طاعة أئمة الحق للوقاية منها، وتجنى أصحاب اللعب السياسية المتظاهرون بالإسلام وعملاؤهم فحرفوا ذلك التحذير النبوي، وهكذا يستغل الحديث أداة ضد الحديث، ويستخدم الإسلام وسيلة ضد الإسلام، وأخير أينقضي عصر العلم والإسلام في الأمة الإسلامية، ويتحقق الرجوع إلى الكفر والجاهلية، من خلال تجاهل مكانة الإمامة في المجتمع الإسلامي وتناسي الوصايا النبوية الحكيمة.
ب - القيادة الربانية شرط لقبول الأعمال الصالحة:
القسم الثاني من الأحاديث النبوية التي تحدد موقع القيادة - من المنظار النبوي - هي الأحاديث التي جعلت مودة أهل البيت (عليهم السلام) والالتزام العملي بولايتهم وقيادتهم شرطا في قبول الأعمال لصالحة.
ترى هذه الأحاديث أن الالتزام بالقيادة الربانية شرط مضمون لقبول الأعمال الصالحة، ولا يقبل الله تعالى عملا بدونه، أي: إن الأعمال الصالحة لا تؤثر قيد أنملة في تكامل الإنسان والمجتمع البشري ما لم يكن هناك تمسك بالقيادة الربانية، وفيما يأتي نماذج من هذه الأحاديث:
1 - روى الطبراني في المعجم الأوسط عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
" الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا " (2).