ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب " (1).
وقال في رواية أخرى:
" إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم " (2).
إن معرفة الإسلام في هذا المستوى هي مزية القادة الذين يتصلون بمبدأ الوحي أو الإلهام اتصالا مباشرا، كالأنبياء وخواص نوابهم، أما في الحقبة التي يحظى فيها الناس بمثل هؤلاء القادة فإن معرفة الإسلام تتحقق للقائد عبر الاجتهاد.
تعريف الاجتهاد الاجتهاد لغة هو بذل الوسع لتحصيل شئ لا يتيسر تحصيله (3). أما الاجتهاد الذي يشترط في القائد الإسلامي فهو القدرة على معرفة رأي الإسلام في المسائل الفرعية (4) التي يحتاج إليها المجتمع من خلال البحث في المصادر الإسلامية (5). ولما كان تحصيل الأحكام الإلهية عن هذا الطريق مقرونا بالجهد ومشقة البحث فقد سمي هذا العمل اجتهادا.