فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك " (1).
وهنا أدعو جميع القراء الكرام من أي مذهب كانوا أن يدعوا العناد والتعصب جانبا ويدرسوا هذه الأمور بنظرة علمية فاحصة، فهل يحصلون على نتيجة غير التي ذكرناها؟ وأدعوهم أن يحكموا بإنصاف وينظروا هل كان لفصل الدين عن السياسة جذر سياسي أم جذر ديني؟ وماذا فعل الساسة المتسلطون على البلاد الإسلامية باسم الدين؟ ألم يتركوا المسلمين سادرين في غفلتهم إلى الآن؟ ألم يحولوا دون تحكيم الإسلام الأصيل على المجتمعات الإسلامية؟ وهل هناك طريق لإحياء القيم الإسلامية في كافة الأبعاد المادية والمعنوية إلا إعادة السياسة إلى الدين، والإقرار بقيادة رجل عادل عارف بالإسلام، وتشكيل حكومة صالحة؟
وإذا أردنا أن ندرس - كباحثين - " صحيح مسلم " (2)، وهو أحد كتب الحديث المهمة عند أهل السنة، فإننا نصل في الجزء الثالث منه إلى " كتاب الإمارة ".
ويدور هذا الكتاب حول موضوع بحثنا " القيادة من منظار الإسلام ". وتمثل عناوين كل باب في هذا الكتاب استنباطات المؤلف من الأحاديث المطروحة في ذلك الباب.
على سبيل المثال، نقل في " باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم " ثلاثة أحاديث منسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، نقرأ فيها:
" إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " (3).
وإذا تأملنا هذا الحديث قليلا وقايسناه بحديث الثقلين المتواتر - الذي يرى أن قيادة إمام الحق والعدل لا تقبل الانفصال عن القرآن والإسلام حتى يوم القيامة -