واجب الطاعة بالاختبار، فلا يعذر أحد من المكلفين في الجهل بوجوب طاعته.
وأما على مذهب الشيعة فلأنه إمام واجب الطاعة بالنص فلا يعذر أحد من المكلفين في جهالة إمامته، وعندهم أن معرفة إمامته تجري مجرى معرفة محمد (صلى الله عليه وآله) ومجرى معرفة البارئ سبحانه. ويقولون: لا تصح لأحد صلاة ولا صوم ولا عبادة إلا بمعرفة الله والنبي والإمام.
وعلى التحقيق، فلا فرق بيننا وبينهم في هذا المعنى، لأن من جهل إمامة علي (عليه السلام) وأنكر صحتها ولزومها فهو عند أصحابنا مخلد في النار، لا ينفعه صوم ولا صلاة، لأن المعرفة بذلك من الأصول الكلية التي هي أركان الدين. ولكنا لا نسمي منكر إمامته كافرا، بل نسميه فاسقا وخارجيا ومارقا ونحو ذلك. والشيعة تسميه كافرا. فهذا هو الفرق بيننا وبينهم، وهو في اللفظ لا في المعنى " (1).
وعرض كاتب سني معاصر في كتاب " الخلافة والإمامة " الاعتقاد بكون الإمامة أصلا، ثم قدح في ذلك قائلا:
" إن الشيعة الإمامية يرون الإمامة من أصول الدين التي ينبغي الاعتقاد بها.
والعمل على تحقيقها. إذ لا يتم الإيمان إلا إذا استقام عليها المسلم معتقدا وعملا... كالصلاة والصوم والزكاة والحج ".
وقال الشيخ محمد رضا المظفر في كتاب " عقائد الإمامية ":
" نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين، لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين مهما عظموا وكبروا، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة ".
ثم قال صاحب كتاب " الخلافة والإمامة ":
" وأنت ترى أن مكانة الإمامة فوق مقام الصلاة وغيرها من أركان الدين، إذ