وسؤال آخر: وماذا فعل الصحابة بعد الرسول؟ هل كفروا وارتدوا كما يقول الحديث؟ هل حرفوا الدين؟ هل اقتتلوا على السلطة والحكم؟!
والجواب: إقبل ما يقوله لك نبيك صلى الله عليه وآله، واسكت، وإلا صرت رافضيا!
وسؤال آخر: لماذا اختار الله تعالى هذا الأسلوب في التحذير، ولم يهلك هؤلاء الصحابة، الذين سينحرفون، أو يأمر رسوله بقتلهم، أو كشفهم للمسلمين ليحذروهم!
والجواب: هذه سياسته سبحانه وتعالى في إقامة الحجة كاملة على العباد، وترك الحرية لهم.. ليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.. ولا يسأل عما يفعل، وهم يسألون.. فهو سبحانه مالكهم له حق سؤالهم، وهو لا يفعل الخطأ حتى يحاسب عليه. وهو الأعلم والأحكم، وغير الأعلم لا يمكنه أن يحاسب الأعلم ويسأله!
وسؤال أخير: ماذا كان وقع ذلك على الصحابة والمسلمين؟! ألم يهرعوا إلى الرسول صلى الله عليه وآله ليحدد لهم الطريق أكثر، ويعين لهم من يتبعونه بعده، حتى لا يضلهم هؤلاء الصحابة الخطرون؟!
والجواب: لقد عين لهم الثقلين من بعده: كتاب الله وعترته، وبشرهم باثني عشر إماما ربانيا يكونون منهم بعده.. وطالما حدد النبي صلى الله عليه وآله لهم عترته وأهل بيته بأسمائهم: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وتسعة من ذرية الحسين آخرهم المهدي، وذلك قبل حجة الوداع وفيها وبعدها، حتى أن أحاديث الصحاح تقول إنه حددهم حسيا فأدار كساء