مثلا، كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل يجئ بالعويد، والرجل يجئ بالعويد، حتى جمعوا من ذلك سوادا، ثم أججوا نارا فأنضجت ما قذف فيها). انتهى.
وهذان الحديثان الشريفان ناظران إلى التراكم الكمي للذنوب والأخطاء المحقرة، وأن كمها يتحول إلى خطر نوعي في حياة الفرد والمجتمع.
وقد يكون الحديثان التاليان ناظرين إلى التراكم الكيفي في نفس الإنسان والمجتمع، وشخصيتهما.. ففي الكافي: 2 / 287: (عن الإمام الصادق عليه السلام قال: اتقوا المحقرات من الذنوب، فإنها لا تغفر! قلت: وما المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب، فيقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك!).
وفي سنن ابن ماجة: 2 / 1417: (عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة إياك ومحقرات الأعمال، فإن لها من الله طالبا). في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. انتهى. ورواه الدارمي: 2 / 303، وأحمد: 6 / 70 و 151.
وفي صحيح البخاري: 7 / 187: (باب ما يتقى من محقرات الذنوب.. عن أنس رضي الله عنه قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا نعد (ها) على عهد النبي (من) الموبقات). انتهى.
ومن القواعد الهامة التي نفهمها من هذا التوجيه النبوي: أن الشيطان عندما ييأس من السيطرة على أمة في قضاياها الكبيرة، يتجه إلى التخريب والإضلال عن طريق المحقرات! فالإسلام الذي أنزله الله تعالى، وبناه رسوله صلى الله عليه وآله صرح كبير وقلعة محكمة، يئس الشيطان من قدرته على