انكسار قلب النبي صلى الله عليه وآله ليس أمرا عاديا ساذجا.. وعندما يجري دمع النبي.. فإن دمع باطن الوجود يجري.. فبكى رسول الله وقال لها: إصبري على مرارة الدنيا..
ما نقله السيوطي وابن الدلال وابن النجار والبقية.. لانفهم منه ماذا كانت القضية وماذا جرى.. القدر الذي نفهمه أن النبي صلى الله عليه وآله خرج من عندها فنزل عليه جبرئيل بقوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى)!!
(9) الرجل الفريد في العالم.. الذي لم تستطع خيبر أن تخضعه.. ولا استطاع الخندق أن يحني ظهره.. الذي أمضى ليلة المبيت على فراش النبي على هولها، فلم يخف.. نراه في ليلة موت فاطمة.. منكسرا لا حيلة له!!
قل يا رسول الله عن صفيتك صبري.. إنها شكوى لم يشكها إلى أحد.. فلم يكن عنده من يبث اليه ما لاقاه.. إلا الذي خاطبه بهذه الآهات.. قل يا رسول الله عن صفيتك صبري..
ماذا جرى حتى دفنت فاطمة الزهراء ليلا؟
ماذا حدث.. حتى صار الأمر هكذا..؟! إنها حادثة من نوع لا يستطيع الانسان أن يكون مسلما ويغمض عينه عنها، إلا أن يكون في إسلامه خلل!
وهل يمكن لإنسان أن يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وآله.. ثم يتساهل في مظلومية فاطمة الزهراء والصديقة الكبرى، محور آل العبا، وحرمة الرسول والله في أرضه.. ويغمض عينيه عن قصة دفنها ليلا، وعن الجناية التي ارتكبوها في حقها..؟! إنها هذه الجناية يجب أن تكون محور البحث بين جميع