أما متى يعلم مقام فاطمة ويعرف قدرها..؟ يعرف قدرها في ذلك اليوم الذي تبعث من تربتها.. يقول حجة الله.. فيبعث الله تعالى لاستقبالها سبعين ألف ملك بلواء التكبير، وسبعين ألف ملك بلواء التسبيح يرافقون ها حتى تستقر في مقرها.. هذا النوع من التكريم والتقدير الإلهي لم يصدر أمر الله بمثله لإبراهيم أب الأنبياء.. ولا لموسى بن عمران.. ولا لعيسى بن مريم.. مع أن خزائن الله لا تتناهى..
إنه يفتح لفاطمة اعتبارا غير محدود.. يأتيها جبرئيل فيقول لها: سلي حاجتك تعطين... ولا حد لهذه الحاجة.. مهما شئت فاطلبي.. فماذا تطلب فاطمة من الله تعالى؟
أرجو الدقة في هذا الموضوع أيها العلماء.. أنتم أهل دقة ففكروا.. وانظروا إلى رقي هذه المسألة..؟ الطلب من الله تعالى في ذلك اليوم هو الجزاء.. والجزاء غير العمل.. ولكن فاطمة.. عندما يقال لها أطلبي حاجتك من الله تعالى.. تقول: اللهم أرني الحسن والحسين! إنها تريد أن ترى العمل قبل الجزاء.. يعني إلهي أرني الذي عملته كما هو، ليكون الجزاء متناسبا معه.. فيأتونها بالحسن والحسين وأوداج الحسين تشخب دما!!!
(8) دخل النبي صلى الله عليه وآله إلى بيت فاطمة.. فرآها وعليها كساء من وبر الإبل!! نظر إليها فرأى حالتها.. رأى ابنته التي أمضت ليلها في محراب عبادتها ولم تكد تنم.. وفي الصباح بدأت بعملها.. وهذا لباسها، فانكسر قلبه لها ودمعت عيناه..