القبلة، وتول أمري، وصل علي أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله عز وجل.
وأخذ علي رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه، وأكبت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه.. ثمال اليتامى عصمة للأرامل، ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه، ولكن قولي: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم! فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنو منه، فدنت إليه، فأسر إليها شيئا هلل له وجهها.
ثم قضى صلى الله عليه وآله، ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه، ففاضت نفسه عليه السلام فيها، فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره، واشتغل بالنظر في أمره). انتهى.
وقد روت شبيها بذلك مصادرهم.. لكن على طريقتها في الحذف والتحريف! ففي مسند أحمد: 1 / 356: (عن ابن عباس قال لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال: ادعوا لي عليا قالت عائشة: ندعو لك أبا بكر؟ قال أدعوه، قالت حفصة يا: رسول الله ندعو لك عمر؟ قال أدعوه، قالت أم الفضل: يا رسول الله ندعو لك العباس؟ قال أدعوه فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت، فقال عمر: قوموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم...). انتهى. ومثله ابن ماجة: 1 / 391