لقد تحملت فاطمة في رها سنوات طويلة جور صحيفة المقاطعة القرشية في شعب أبي طالب.. لكنها كانت في كنف أبيها خير البشر، وأمها الصديقة خديجة الكبرى، وكنف عشيرتها الأبطال بني هاشم..
أما اليوم فهي تواجه صحيفة قرشية أشد وأعتى.. ولا من والد يرد عنها، ولم يبق من رجال بني هاشم إلا علي والعباس وعقيل!
قالت قريش ليس من العدل أن يجمع محمد لبني هاشم بين النبوة والخلافة، وائتمرت لمنعهم من الخلافة وتحالفت!
فكأن محمدا أعطى بني هاشم ومنع قريشا من عند نفسه! وكأن القرشيين لم يعرفوا إلى الآن أن محمدا هو الذي كانوا يسمونه قبل بعثته (الصادق الأمين) صلى الله عليه وآله.. وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى) وقوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، والعاقبة للمتقين)!!
بلى والله لقد سمعوه ووعوه، لكن حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها! سبحانك اللهم.. أعطيت عترة نبيك وحرمت قريشا.. فجعلتهم لهم فتنة، وجعلت قريشا لهم بلاء..! لا اعتراض على أمرك، ولا شك في حكمتك!
* * كانت فاطمة تعد نفسها للمصائب التي ستنزل ها قريش بالبيت النبوي.. ولكنها أرادت أن تبث شجونها وتسكب عبرتها أمام أبيها الحنون.. فدخلت عليه وهي تتأجج حزنا وألما.. وشكت اليه أنها ترى الأفق ملبدا بالغيوم الداكنة، وترى الأفاعي فاغرة تنتظر أن يغمض الرسول عينيه، حتى تهاجم ها مع زوجها وولديها!! فقد روت المصادر السنية والشيعية أجزاء من هذه