وينبغي أن نسجل هنا أن كلمة (ودعت على من صنع ذلك) صارت في روايات القرشيين (وسبت هم)!!
ومن عجيب ما ذكروه في سيرة النبي صلى الله عليه وآله أن فاطمة هي التي أخبرته بتأمر زعماء قريش عليه ليقتلوه! ففي مجمع الزوائد: 8 / 228: (عن ابن عباس قال إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى وأساف ونائلة، لو قد رأينا محمدا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هذا الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فيقتلوك، فما منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك!!
قال يا بنية أدلي وضوء، فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا هذا هو، وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا، ولم يقم إليه رجل منهم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤسهم فأخذ قبضة من التراب فقال: شاهت الوجوه، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلا من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا. رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح). انتهى. فمن أين جاءتها هذه المعلومة السرية الخطيرة.. لابد أنها كانت ملهمة؟!
ولعل هدف الرواة من هذه الرواية أن يقولوا إن مؤامرة قريش انتهت بهذه المعجزة، ولم تكن بحاجة إلى مبيت علي في فراش النبي، ولكنهم تركوا فضيلة لعلي فرووا كرامة ومعجزة عجيبة لفاطمة الزهراء عليها السلام!
* *