يضاف إلى ذلك أن المنظرين للخلافة القرشية واجهوا إشكالا بأنه كيف يكون أبو بكر خليفة شرعيا للنبي صلى الله عليه وآله، وقد توفي النبي وأبو بكر جندي تحت إمرة أسامة بن زيد؟!
وللتخلص من ذلك ادعى بعض متعصبيهم كابن تيمية، أن أبا بكر لم يكن أصلا في جيش أسامة.. وقد رد عليهم بعض علمائهم مثل ابن حجر، فقال في فتح الباري: 8 / 115: (وقد أنكر بن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر أن يكون أبو بكر وعمر كانا في بعث أسامة. ومستند ما ذكره (يقصد ابن المطهر الذي هو العلامة الحلي) ما أخرجه الواقدي بأسانيده في المغازي، وذكره بن سعد أواخر الترجمة النبوية بغير إسناد، وذكره بن إسحاق في السيرة المشهورة، ولفظه: بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الأربعاء فأصبح يوم الخميس فعقد لأسامة، فقال: أغز في سبيل الله، وسر إلى موضع مقتل أبيك، فقد وليتك هذا الجيش، فذكر القصة وفيها لم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة، منهم أبو بكر وعمر. ولما جهزه أبو بكر بعد أن استخلف سأله أبو بكر أن يأذن لعمر بالإقامة فأذن.
ذكر ذلك كله بن الجوزي في المنتظم جازما به، وذكره الواقدي، وأخرجه بن عساكر من طريقه مع أبي بكر وعمر أبا عبيدة وسعدا وسعيدا وسلمة بن أسلم وقتادة بن النعمان، والذي باشر القول ممن نسب إليهم الطعن في إمارته عياش بن أبي ربيعة. وعند الواقدي أيضا أن عدة ذلك الجيش كانت ثلاثة آلاف، فيهم سبعمائة من قريش). انتهى. وهي واحدة من الصفعات العلمية التي وجهها ابن حجر لابن تيمية!