وعندما هرب المسلمون من المعركة وتركوا نبيهم صلى الله عليه وآله لسيوف قريش وهجماتهم المستميتة لقتله، ولم يبق معه إلا علي.. انقضت فاطمة الزهراء كالصقر المجروح إلى ساحة المعركة في أحد لتكون إلى جنبه! ففي سنن البيهقي: 2 / 402: عن سهل بن سعد قال: هشمت البيضة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وجرح وجهه! قال أبو حازم: وكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل عنه الدم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يأتيها بالماء في مجنة، فلما أصاب الجرح الماء كثر دمه فلم يرقأ الدم حتى أخذت قطعة حصير وأحرقته حتى صار رمادا، ثم جعلته على الجرح فرقا الدم). انتهى.
وفي البخاري: 3 / 229: (عن سهل رضي الله عنه أنه سئل عن جرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد؟ فقال: جرح وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة عليها السلام تغسل الدم وعلي رضي الله عنه يمسك، فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرة أخذت حصيرا فأحرقته حتى صار رمادا، ثم ألزقته فاستمسك الدم). انتهى. وينبغي أن نسجل هنا أنهم حذفوا من رواياتهم أن النبي قاتل في أحد قتال الأبطال، وأن عليا بقي يرد حملات المشركين التي استهدفت قتل النبي إلى ما بعد الظهر حتى نزل جبرئيل وقال (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)!
حذفوا ذلك ليكتبوا بدله إن النبي لم يقاتل، بل أعطى سيفه لأبي دجانة فقاتل عنه! مع أن أبا دجانة وسهل بن حنيف قد ثبتا مع النبي لكن سرعان ما جرحا وخرجا من المعركة.. ولم يبق معه إلا علي من الضحى إلى العصر! ومع أن عليا عليه السلام كان يقول (كنا إذا اشتد البأس لذنا برسول الله