صلى الله عليه وآله - الرسالة السعدية للعلامة الحلي ص 79) وفي مسند أحمد: 1 / 86: (عن علي رضي الله عنه قال: لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقر بنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا). وفاطمة عليها السلام بضعة من النبي صلى الله عليه وآله، وشجاعتها من شجاعته.. فبينما كان الصحابة ممعنين في هروبهم من المعركة كما قال الله تعالى (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم!) وإذا بفاطمة تنقض كالصقر لتكون هي وعلي فقط إلى جنب النبي صلى الله عليه وآله..
ومن مكذوباتهم في هذا الموضوع أنهم رووا ما يفهم منه أن فاطمة لم تذهب إلى أحد، وأن عليا عندما رجع إلى المدينة افتخر لفاطمة بشجاعته وثباته فوبخه النبي!! قال ابن هشام في سيرته: 3 / 614: (قال ابن إسحاق: فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فو الله لقد صدقني اليوم، وناولها على بن أبي طالب سيفه فقال: وهذا أيضا فاغسلي عنه دمه فو الله لقد صدقني اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه سلم: لئن كنت صدقت القتال، لقد صدق سهل بن حنيف وأبو دجانة). انتهى.
* * وفي بقية معارك النبي التي سمح لها فيها بالحضور، أو ألهمها الله الحضور فيها كانت فاطمة إلى جنب أبيها.. وفي فتح مكة.. وفي حجة الوداع.
أما في مرضه فقد لازمته فاطمة كزوجها علي.. إلا لضرورة، أو عندما يبعثهما النبي بمهة فيغيبان ليعودا.. وشبيه بهما العباس وولده الفضل، ومن بقي من بني هاشم، ولم يكن بقي من رجالهم إلا قليل!