ولم لا يفعل.. فبعد فتح مكة أي قبل سنتين من هذه الجلسة الصاخبة، عمل سهيل بن عمر زعيم القرشيين الجديد بدهاء، ونجح في أن يحكم قبضته على مكة حتى جعل حاكمها من قبل النبي أسيد بن عتاب وجودا شكليا لا أكثر، مع أنه مكي أموي، حتى أن أسيدا توارى خوفا من القتل عندما توفي النبي! فأرسل اليه سهيل أن اخرج من مخبئك، ولا نقتلك!
كما خطط أئمة الحزب القرشي لتكثير الطلقاء في المدينة فبلغ عددهم ألوفا! وزعموا عليهم عمر بن الخطاب ليجعل خلافة محمد لكل بطون قريش تتداولها فيما بينها، ويقوم بعزل آل محمد بعد وفاته، ويخلص قريشا من الأئمة الربانيين من بني هاشم إلى الأبد!
وكان من جرأة عمر وحسن أدائه لدوره القيادي أنه عبأ القرشيين في المدينة وبعض الأنصار، وهيأ الأجواء لعزل آل محمد تحت شعار: إن قريشا لا ترضى أن يجمع بنو هاشم بين النبوة والخلافة! بل زادت جرأته وثقته بتأييد كل قريش له، فجعلته يواجه نبيه في حياته، فأخر حركة جيش أسامة! وواجه النبي نفسه برفض عرضه بأن يكتب لأمته كتابا يضمن عدم ضلالهم إلى يوم القيامة وتكلم بكلام جارح للنبي! فأيدت قريش عمر، وصاحت في وجه النبي: القول ما قاله عمر.. القول ما قاله عمر!!
هذه الحقائق التي ظهرت يوم الخميس، كان معناها الوحيد عند أهل البيت عليهم السلام، أن يستعدوا لما أخبرهم به النبي من الاضطهاد، عندما نظر إليهم ودموعه تترقرق في عينيه وقال: أنتم المستضعفون بعدي!!
ففي مجمع الزوائد: 8 / 34: (عن أم الفضل بنت الحارث وهى أم ولد العباس أخت ميمونة قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فجعلت