أن التشديد النبوي على إنفاذ جيش أسامة رافقه لعن هؤلاء المتخلفين! وقد لاحظت ما تقدم في شرح المواقف، وفي الملل والنحل للشهرستاني ص 29، وفي طبعة أخرى: 1 / 14: (الخلاف الثاني في مرضه أنه قال: جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه. الخ....).
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 6 / 52: (في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أنفذوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه، وكرر ذلك). انتهى.
وعليه، فلا يمكن الوثوق بالروايات القرشية التي تصور تأخر جيش أسامة بأنه حادث عادي! وكيف يكون عاديا مع إصرار النبي المتتابع، ومع تأخر الجيش عن الحركة أياما، أو اثني عشر يوما، كما نرجح؟!
قال الطبري الشيعي في المسترشد ص 112: (وجعل أبا بكر وعمر، وأبا عبيدة ابن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبا الأعور السلمي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، في رجال من المهاجرين والأنصار عدة، منهم قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش، تحت لوائه، وكان أشدهم إنكارا لولايته عياش بن أبي ربيعة حتى قال: أيستعمل هذا الغلام على المهاجرين والأولين؟! فكثرت القالة فسمع عمر بن الخطاب هذا القول فرده على من تكلم به!! وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبره بقول من قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله من (بعض) ذلك القول غضبا شديدا، فخرج في علته وقد عصب رأسه بعصابة وعليه قطيفة وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة،