فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده، ثم قال: أغز بسم الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله. فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريص.. فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، فما قالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة؟! ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله! وأيم الله إن كان لخليقا للامارة وإن ابنه من بعده لخليق للامارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإنهما لمخيلان لكل خير - أي لمظنة لكل خير - فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم.
ثم نزل فدخل بيته، وذلك في يوم السبت لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخرجون إلى المعسكر بالجرف، وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة).
وفي عيون الأثر: 2 / 352: (فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فدخل أسامة من معسكره والنبي صلى الله عليه وسلم مغمور وهو اليوم الذي لدوه فيه! فطأطأ أسامة فقبله والنبي صلى الله عليه