في تفاسيرهم، أنه لما بلغ رسول صلى الله عليه وآله بغدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد، أتى الحارث بن النعمان الفهري، وفي رواية أبي عبيد: جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: يا محمد! أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، فقبلنا منك. ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شئ منك أم من الله؟! فقال رسول الله: والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله.
فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم!! فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع.. الآية). انتهى.
والحديث بموازين الجرح والتعديل السنية صحيح، ولابد أن يكون معنى قول الراوي (وأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع.. الآية) أنه نزل يومئذ تأويلها، وفي بعض رواياتها أن جبرئيل قال للنبي: يا محمد إقرأ سأل سائل.. أي هذا تأويل قوله تعالى الذي نزل عليك في مكة.
وقد أحصى علماؤنا، كصاحب العبقات، وصاحب الغدير، وصاحب إحقاق الحق، وصاحب نفحات الأزهار، وغيرهم.. عددا من أئمة السنيين وعلمائهم الذين أوردوا هذا الحديث في مصنفاتهم فزادت على الثلاثين، بعدة طرق وأسانيد.