عمير أبو اليقظان، وهو ضعيف). انتهى. وتضعيف الهيثمي لا يضره لأن سببه تشيعه وقد قال عنه يحيى بن معين كما في تاريخه للدارمي ص 158: (وسألته عن عثمان أبي اليقظان فقال: ليس به بأس). والحديث في الطبراني الكبير: 3 / 39 و ج 11 / 444 و ج 12 / 26، ورواه أحمد في فضائل الصحابة: 2 / 669. وحتى لو كان عثمان بن عمير عندهم ضعيفا فله متابعات متعددة يصير بسببها على مقاييسهم من الصحيح لغيره.
أما الاشكال عليه بأن هذه الآية أو غيرها نزلت قبل ذلك، فهو من عدم الالتفات إلى أن الآية قد تنزل مرارا، ويكون نزولها التالي تأويلا وتطبيقا لها.. وقد ثبت عند المفسرين أن سورة الكوثر، وقوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى) نزلتا أكثر من مرة، في مناسبات مختلفة كان جبريل يقرؤها أو يأمر النبي بقراءتها، تسلية من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله.
وروى فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره / 392: قال: (حدثنا عبد السلام بن مالك قال: حدثنا محمد بن موسى بن أحمد قال: حدثنا محمد بن الحارث الهاشمي قال: حدثنا الحكم بن سنان الباهلي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح قال: قلت لفاطمة بنت الحسين: أخبريني جعلت فداك بحديث أحدث، واحتج به على الناس.
قالت: نعم، أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نازلا بالمدينة، وأن من أتاه من المهاجرين عرضوا أن يفرضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله فريضة يستعين بها على من أتاه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: قد رأينا ما ينوبك من النوائب، وإنا أتيناك لتفرض فريضة تستعين بها على من أتاك. قال: فأطرق النبي صلى الله عليه وآله طويلا ثم رفع رأسه فقال: إني لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا، إنطلقوا فإني لم أؤمر بشئ، وإن أمرت به أعلمتكم. قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن