ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك، وقد أنزل الله عليهم فريضة: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. قال فخرجوا وهم يقولون: ما أراد رسول الله إلا أن تذل الأشياء، وتخضع الرقاب ما دامت السماوات والأرض لبني عبد المطلب! قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل: أيها الناس من انتقص أجيرا أجره فليتبوأ مقعده من النار، ومن ادعى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار، ومن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار! قال: فقام رجل وقال: يا أبا الحسن ما لهن من تأويل؟ فقال: الله ورسوله أعلم. فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره، فقال رسول الله: ويل لقريش من تأويلهن، ثلاث مرات! ثم قال: يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الأجير الذي أثبت الله مودته من السماء، ثم أنا وأنت مولى المؤمنين، وأنا وأنت أبوا المؤمنين). انتهى.
وفي الصراط المستقيم: 2 / 93: (وأسند نحو ذلك محمد بن جرير الطبري برجاله في كتاب المناقب وفيه: أخرج فناد: ألا من ظلم أجيرا أجرته فعليه لعنة الله، ألا من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله، ألا من سب أبويه فعليه لعنة الله، فنادى بذلك. فدخل عمر وجماعة إلى النبي وقالوا: هل من تفسير لما نادى به؟ قال: نعم، إن الله يقول: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، فمن ظلمنا فعليه لعنة الله، ويقول النبي: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه، فمن توالى غيره وغير ذريته فعليه لعنة الله وأشهدكم أني أنا وعلي أبوا المؤمنين، فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله. فلما خرجوا قال عمر: يا أصحاب محمد ما أكد النبي عليكم الولاية لعلي بغدير خم ولا غيره بأشد من تأكيده في يومنا هذا. قال خباب بن الأرت: كان ذلك قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسبعة عشر يوما). انتهى.