وفي من لا يحضره الفقيه: 3 / 89: عن الباقر عليه السلام قال: (أول من سوهم عليه مريم بنت عمران وهو قول الله عز وجل: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، والسهام ستة.
ثم استهموا في يونس لمار كب مع القوم فوقعت السفينة في اللجة فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات، قال: فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى نفسه.
ثم كان عند عبد المطلب تسعة بنين فنذر في العاشر إن رزقه الله غلاما أن يذبحه، فلما ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه ورسول الله صلى الله عليه وآله في صلبه، فجاء بعشر من الإبل فساهم عليها وعلى عبد الله فخرجت السهام على عبد الله، فزاد عشرا فلم تزل السهام تخرج على عبد الله، ويزيد عشرا، فلما أن خرجت مائة خرجت السهام على الإبل، فقال عبد المطلب: ما أنصفت ربي، فأعاد السهام ثلاثا فخرجت على الإبل، فقال: الآن علمت أن ربي قد رضي فنحرها!). انتهى.
فهاتان الروايتان تدلان على أن نذر عبد المطلب صحيح، وإسهامه وفداؤه بالإبل صحيح.. وأنه كان ملهما من الله تعالى يعلم بأن ولده عبد الله سيلد رسول الله صلى الله عليه وآله!
ويؤيد ذلك ما ثبت له من كرامات، في إرشاد الله إياه في المنام إلى حفر زمزم، وإخباره بحفظ البيت من غزو أبرهة، وأنه كان يعلن دائما أنه على ملة أبيه إبراهيم صلى الله عليه وآله - كما كان أبو طالب يعلن دائما أنه على ملة عبد المطلب - وأنه أحيا عددا من سنن شريعة إبراهيم، وشرع تشريعات لقريش والعرب.. أمضاها الاسلام كلها!