وقال الشوكاني في نيل الأوطار: 5 / 192: (قوله: وأشركه. ظاهره أنه أشركه في نفس الهدي..). انتهى.
وكلام النووي والشوكاني قوي، لأن الظاهر من الإشراك الحقيقي لا الشكلي، وهو المفهوم من رواية جابر المطولة التي روتها مصادر السنة في وصف حج النبي صلى الله عليه وآله، ونقل الزيلعي في نصب الراية: 3 / 131 منها فقرات واضحات، قال: (أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها سبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلوا فشرب منها. ورواه بن حبان في صحيحه). انتهى.
بل روت مصادرهم أن نحر الأضحيات كان مشتركا أيضا، فقد روى البيهقي في سننه: 5 / 238: عن (غرفة بن الحارث الكندي قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأتي بالبدن فقال: ادعوا لي أبا حسن، فدعي له علي فقال له: خذ بأسفل الحربة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلاها، ثم طعنا بها البدن، فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليا). انتهى. ورواه الطبراني في الأوسط: 3 / 173، والكبير: 18 / 262