أما الحسن والحسين صلى الله عليه وآله، فقد يكون النبي ضحى عنهما في حجة الوداع بكبشين أقرنين، لأنه كان يضحي عنهما كل عام في المدينة يوم الأضحى بكبشين أقرنين منذ نزل قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر)، فقد رد الله قول الذين قالوا إن محمدا أبتر لا ذرية له.. وأعطاه خير الذرية من ابنته فاطمة، فقد روى البيهقي في سننه: 5 / 238 (عن أنس بن مالك أن النبي كان يضحي يوم النحر بكبشين أملحين أقرنين) ورواه البخاري ومسلم، ولكن رواة الخلافة قالوا إنه كان ينوي كبشا عن آل محمد، وآخر عن أمته.
أما نساء النبي فقد ضحى النبي عنهن جميعا ببقرة واحدة! قال في فتح الباري: 3 / 440: (عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر عن أزواجه بقرة واحدة) وقال الشوكاني في نيل الأوطار: 5 / 191: (عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا الحج... قالت: فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا؟ فقيل: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه. متفق عليه). ونحوه في سير أعلام النبلاء للذهبي: 9 / 219.
وقد تحير الفقهاء والباحثون في معنى إشراك النبي عليا في أضحيته؟! فقال النووي في شرح مسلم: 8 / 192: (وأما قوله وأشركه في هديه، فظاهره أنه شاركه في نفس الهدي، قال القاضي عياض: وعندي أنه لم يكن تشريكا حقيقة، بل أعطاه قدرا يذبحه، والظاهر أن النبي (ص) نحر البدن التي جاءت معه من المدينة وكانت ثلاثا وستين، كما جاء في رواية الترمذي وأعطى عليا البدن التي جاءت معه من اليمن، وهي تمام المائة والله أعلم). ونحوه في شرح السيوطي على مسلم: 3 / 324.