باب الشين وهو من الحروف المهموسة، والمهموس - كما تقدم -: لأن في مخرجه، دون المجهور، وجرى مع النفس، فكان دون المجهور في رفع الصوت، وهو من الحروف الشجرية أيضا، قال شيخنا: قد أبدل من كاف المؤنث، كرأيتش، أي رأيتك، وأنشد:
فعيناش عيناها وجيدش جيدها * ولكن عظم الساق منش دقيق أي عيناك، وجيدك، ومنك. ومن كاف الديك المكسورة، قالوا ديش كما في الشعر، ومن الجيم في مدمج قالوا: مدمش، ومن السين قالوا في جعوس جعوش (1)، وإبداله من كاف الخطاب لغة بني عمرو وتميم، وهذا الإبدال مطلق، ومن قيده بالوقف فقى وهم، كما يدل له البيت، انتهى.
قلت: وأنشد الأزهري:
تضحك مني أن رأتني أحترش * ولو حرشت لكشفت عن حرش (2) قال: أراد عن حرك، يقلبون كاف المخاطبة للتأنيث شينا.
فصل الهمزة مع الشين [أبش]: الأبش، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد (3): هو مثل الهبش، بمعنى الجمع، يقال: أبشته وهبشته، إذا جمعته، كالتأبيش، شدد للكثرة، قاله الصاغاني.
والأباشة، كثمامة: الجماعة من الناس، كالهباشة والأشاشة، يقال: ما عنده إلا أباشة، أي أخلاط، نقله الزمخشري عن ابن عباد.
وأبشت كلاما تأبيشا: أخذته أخلاطا، كهبشت.
والآبش: الذي يزين فناء الرجل وباب داره بطعامه وشرابه، نقله الصاغاني. قلت: وهو الأحبش، كما سيأتي.
* ومما يستدرك عليه:
رجل أباش، كشداد: مكتسب.
وقد أبش لأهله يأبش أبشا: كسب.
ويقال: تأبش القوم، وتهبشوا، إذا تجيشوا وتجمعوا، كذا في اللسان والتكملة (4).
وألبشايا (5) - بالفتح -: من قرى الصعيد الأدنى.
وأبشيش: من قرى مصر من ناحية السمنودية.
[أتش]: أتش، محركة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وهو، جد محمد وعلي ابني الحسن بن أتش الصغاني، هكذا في النسخ، ومثله في العباب، وصوابه الصنعاني بالنون والعين المهملة، الأنباري، هكذا في النسخ، ومثله في العباب وصوابه الأبناوي (6)، من المحدثين، فمحمد من أقران عبد الرزاق، ووقع في رواية القابسي، في محمد بن أنس، الذي علق له البخاري عن الأعمش، أنه بالتاء المثناة والشين المعجمة، وليس بشيء، والصواب أنه بالنون والسين المهملة، حققه الحافظ.