وإذا أخذ من قشره نصف درهم غدوة، ومثله عند النوم، سقيا بماء بارد، عجيب جدا لقطع الإسهال الخلطي والدموي إذا كان مع حرارة والتهاب، والعجب أن جرمه يحبس، وماءه يطلق، وإذا أخذ أصل المقرن منه بالماء حتى ينتصف الماء نفع من علل الكبد من خلط غليظ، قاله صاحب المنهاج.
والخشخاش، أيضا: الجماعة، وعليه اقتصر ابن سيده، وزاد الأزهري: الكثيرة من الناس، وقال غيره: الجماعة في، وفي الصحاح: عليهم سلاح ودثروع، وأنشد للكميت يمدح خالدا القسري:
في حومة الفيلق الجأواء إذ ركبت * قيس وهيضلها الخشخاش إذ نزلوا هكذا أنشده الجوهري، وفي غريب المصنف لأبي عبيد إذ نزلت قيس. وهكذا أنشده الأزهري أيضا (1)، وقد رد عليهما.
والخشخاش بن الحارث، أو هو ابن مالك بن الحارث، أو هو ابن جناب (2) بن الحارث بن خلف (3) بن مجلز بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم، هكذا بالجيم والنون، وفي المعجم: ابن خباب، بالخاء المعجمة والموحدة المشددة، التميمي العنبري، صحابي، كان كثير المال، وفد هو وابنه مالك، وله رواية.
قلت: وكذا ابناه الأخيران، عبيد وقيس لهما وفادة أيضا، ومن ولده الخشخاش بن جناب الخشخاشي الذي روى عنه الأصمعي.
وأبو الخشخاش: شاعر من بني تغلب.
وخشاخش (4)، بالضم: أعظم جبل، هكذا في النسخ، وصوابه: حبل، بفتح الحاء وسكون الموحدة، بالدهناء، وفي التكملة: أول حبل من الدهناء، وفي التهذيب: رمل بالدهناء، قال جرير:
أوقدت نارك واستضأت بحزنة * ومن الشهود خشاخش والأجرع هكذا يروى بفتح الخاء، وضبطه الصاغاني أيضا هكذا.
وتخشخش: صوت، مطاوع خشخشته.
وتخشخش في الشجر، وكذلك في القوم: دخل وغاب، ونص ابن دريد (5): تخشخش في الشيء، إذا دخل فيه حتى يغيب، وكذلك خشخش.
والخشخشة: صوت السلاح، وفي لغة ضعيفة: شخشخة، وقال ابن الأعرابي: يقال لصوت الثوب الجديد إذا حرك: الخشخشة والنشنشة، وفي الحديث أنه قال لبلال: ما دخلت الجنة إلا وسمعت خشخشة، فقلت: من هذا؟ فقالوا: بلال الخشخشة: حركة لها صوت كصوت السلاح، وقال علقمة:
تخشخش أبدان الحديد عليهم * كما خشخشت يبس الحصاد جنوب وكل شئ يابس إذا حك بعضه ببعض فهو خشخاش، عن ابن دريد.
والخشخشة: الدخول في الشيء، كالشجر والقوم، كالانخشاش يقال: خش في الشيء وانخش، وخشخش: دخل.
* ومما يستدرك عليه:
خشه يخشه خشا: طعنه.
وخش الرجل: مضى ونفذ.
وخش: اسم رجل، مشتق منه.
وخشخشه: أدخله، قال ابن مقبل:
وخشخشت بالعيس في قفرة * مقيل ظباء الصريم الحزن أي أدخلت.