ربكم) (١) ﴿فأوفوا الكيل والميزان بالقسط﴾ (٢) ﴿ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ﴾ (3). إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى نبعث إليك من يتسلمه منك. ثم يرفع طرفه إلى السماء فيقول: " اللهم إنك تعلم إني لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك " (4).
[186] - 128 - الأربلي:
إن سودة بنت عمارة الهمدانية دخلت على معاوية بعد موت علي [(عليه السلام)] فجعل يؤنبها على تحريضها عليه أيام صفين، وآل أمره إلى أن قال: ما حاجتك؟ قالت:
إن الله مسائلك عن أمرنا، وما افترض عليك من حقنا، ولا يزال يقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك، ويبطش بقوة سلطانك، فيحصدنا حصيد السنبل ويدوسنا دوس الحرمل، يسومنا الخسف ويذيقنا الحتف، هذا بسر بن أرطاة قدم علينا، فقتل رجالنا وأخذا أموالنا، ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة، فإن عزلته عنا شكرناك، وإلا كفرناك. فقال معاوية: إياي تهددين بقومك يا سودة، لقد هممت أن أحملك على قتب أشوس فاردك إليه فينفذ فيك حكمه، فأطرقت سودة ساعة ثم قالت:
صلى الإله على روح تضمنها * قبر فأصبح فيه العدل مدفونا قد حالف الحق لا يبغي به بدلا * فصار بالحق والإيمان مقرونا فقال معاوية: من هذا يا سودة؟ قالت: والله هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والله لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا، فجار علينا، فصادفته قائما يصلي، فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل علي برحمة ورفق ورأفة وتعطف