ولدي مهدي هذه الامة. ألا وقد جعلت محنتكم ببغضي يعرف المنافقون، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين، هذا عهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق، وأنا صاحب لواء رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة، ورسول الله فرطي، وأنا فرط شيعتي، والله لا عطش محبي، ولا خاف وليي، وأنا ولي المؤمنين، والله وليي، حسب محبي أن يحبوا ما أحب الله، وحسب مبغضي أن يبغضوا ما أحب الله.
ألا وإنه بلغني أن معاوية سبني ولعنني. اللهم اشدد وطأتك عليه، وأنزل اللعنة على المستحق، آمين [يا] رب العالمين، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم نزل (عليه السلام) عن أعواده فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم - لعنه الله -.
قال جابر: سنأتي على تأويل ما ذكرنا من أسمائه. أما قوله (عليه السلام): أنا اسمي في الإنجيل " اليا " فهي علي بلسان العرب، وفي التوراة " بريىء " قال: بريء من الشرك، وعند الكهنة " بويىء " هو من تبوء مكانا وبوأ غيره مكانا وهو الذي يبوء الحق منازله، ويبطل الباطل ويفسده، وفي الزبور " اري " وهو السبع الذي يدق العظم ويفرس اللحم وعند الهند " كبكر " قال: يقرؤون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر فيها أن ناصره " كبكر " وهو الذي إذا أراد شيئا لج فيه ولم يفارقه حتى يبلغه، وعند الروم " بطريسا " قال: هو مختلس الأرواح، وعند الفرس " حبتر " وهو البازي الذي يصطاد، وعند الترك " بثير " قال: هو النمر الذي إذا وضع مخلبه في شيء هتكه، وعند الزنج " حيتر " قال: هو الذي يقطع الأوصال، وعند الحبشة " بثريك " قال: هو المدمر على كل شيء أتى عليه، وعند امي " حيدرة " قال: هو الحازم الرأي الخبير النقاب النظار في دقائق الأشياء، وعند ظئري " ميمون " قال جابر: أخبرني محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: كان ظئر علي (عليه السلام) التي