ولكي يطمئن قلب القارئ بما قلناه. وتسكن نفسه إلى ما بيناه، نسوق هذه الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة التي تؤيد ما أوردناه تأييدا كاملا:
روى أحمد في مسنده عن أبي حميد وأبى أسيد أن رسول الله قال: إذا سمعتم الحديث عنى تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عنى تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه (إسناده جيد).
وذكر الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة أمير المؤمنين على رضي الله عنه (1).
حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله. وهذا الأثر أخرجه البخاري.
وقال ابن مسعود: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديقه من كتاب الله (2).
وقال الربيع بن خيثم: أن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره.
وقال الإمام أبو حنيفة في سبب رده لبعض الأحاديث:
" ردى على كل رجل يحدث عن النبي بخلاف القرآن ليس ردا على النبي.
ولا تكذيبا له ولكنه رد على من يحدث عنه بالباطل. والتهمة دخلت عليه ليس على نبي الله، وكل شئ تكلم به النبي فعلى الرأس والعين قد آمنا به وشهدنا أنه كما قال: ونشهد أنه لم يأمر بشئ يخالف أمر الله، ولم يبتدع، ولم يتقول.
غير ما قال الله، ولا كان من المتكلفين " (3).
وثم قواعد وأصول كثيرة غير ذلك تجدها مبينة في كتابنا أضواء على السنة (الطبعة الثالثة).
.