بذلك بابا للفتن التي لا تزال إلى الآن قائمة قاعدة حتى في بلادنا هذه (الأندلس) " (١).
هذا ما قاله الفيلسوف ابن رشد في معاوية ودولته، وفى هامش صفحة ١٨٥ التي مضت قول أحد كبار علماء الألمان في أن معاوية هو الذي حول نظام الحكم الاسلامي عن قاعدته الديموقراطية إلى عصبية. إلخ. وقال سفيان الثوري: الأئمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز وما سوى ذلك فهم منتزون ﴿أي متغلبون﴾ (2).
وقال الدكتور أحمد أمين وهو يتكلم عن الحكم الأموي:
" فالحق أن الحكم الأموي لمن يكن حكما إسلاميا، يسوى فيه بين الناس، ويكافأ فيه من أحسن عربيا كان أو مولى، ويعاقب فيه من أجرم عربيا كان أو مولى، ولم يكن الحكام فيه خدمة للرعية على السواء، إنما كان الحكم حكما عربيا، والحكام فيه خدمة للعرب على حساب غيرهم، كانت تسود العرب فيه النزعة الجاهلية لا النزعة الاسلامية، فكان الحق والباطل يختلفان باختلاف من صدر عنه العمل، فالعمل حق إذا صدر عن عربي من قبيلة! وهو باطل إذا صدر عن مولى أو عربي من قبيلة أخرى (3).
معاوية في ميزان العقاد:
وإذا بلغنا إلى هنا من الكلام عن معاوية وكيف كان يحكم، فإنا نردف ما قلناه بكلمات وجيزة اقتطفناها من كتاب " معاوية في الميزان "، للكاتب العالم الأستاذ عباس محمود العقاد، لا لنؤيد بها ما قلناه، وإنما لنبين أن ما نقوله هو الحق الذي لا يمارى فيه إلا جهول أو ذو هوى، أو متعصب، وقد جئنا بهذه الكلمات كما جئنا من قبل بكلمات أخرى لنصير العلم والحرية العلامة الدكتور طه حسين ليكون من ذلك كله ميسم خزي وفضيحة للذين لا يفتأون يحصبوننا بالتشيع واتباع الهوى!