جزاء الكذب على رسول الله تبين لك مما سقناه إليك في هذا الفصل أن بعض الصحابة كذبوا أبا هريرة في رواياته تكذيبا صريحا، وامتد هذا التكذيب إلى ما بعد الصحابة وإلى اليوم وما بعد اليوم، وهو ولا ريب فيما يرويه عن رسول الله، ومعلوم أن جزاء الكاذب على رسول الله أن يتبوأ مقعده من النار كما في حديثه الصحيح:
" من كذب على فليتبوأ مقعده من النار " - وفى اختصار علوم الحديث قال ابن حنبل، وأبو بكر الحميدي، وأبو بكر الصيرفي: لا تقبل رواية من كذب في أحاديث رسول الله وإن تاب عن الكذب بعد ذلك (1).
وقال السمعاني. من كذب في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من حديثه (2).
وقال الحافظ ابن حجر: اتفق العلماء على تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه من الكبائر حتى بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فحكم بكفر من وقع منه ذلك وكلام ابن العربي يميل إليه (3).