وقال (1): إنه يكثر في أحاديثه، الرواية بالمعنى والارسال (2) لان الكثير منها قد سمعه من الصحابة وكذا من بعض التابعين (3) لا من النبي، ولهذا تكثر فيه العنعنة.
وقال (4): " إنه انفرد بأحاديث كثيرة كان بعضها موضع الانكار، أو مظنته لغرابة موضوعها كأحاديث الفتن، وإخبار النبي صلى الله عليه وآله ببعض المغيبات التي تقع بعده، ويزاد على ذلك، أن بعض تلك المتون غريب في نفسه، ولو انفرد بمثله غير صحابي لعد من العلل التي يتثبت بها في روايته - كما هو المعهود عند نقاد الحديث، أهل الجرح والتعديل (5). ولذلك نرى الناس ما زالوا يتكلمون في بعض روايات أبي هريرة (6) ".
وقال فيه وفى عبد الله بن العباس (7) الذي أكثر الرواية عن رسول الله من غير أن يسمعه لأنه كان صغيرا يوم وفاة النبي حتى قالوا إنه لم يسمع منه إلا أربعة أحاديث وبعضهم أبلغها إلى عشرين حديثا: على حين أنه روى عنه 1660 حديثا عند ابن الجوزي، وفى مسند أحمد 1696 حديثا! " إن أبا هريرة وابن عباس ما وضعا أساس الشريعة، ولا أركانها ولا أصولها، ولا فروعها وإنما رويا لنا كغيرهما من الصحابة الكرام. ولو أحصينا ما انفرد بروايته أبو هريرة وحده من أحاديث الأحكام الشرعية لرأيناه قليلا جدا، وعلمنا أنه