أبو هريرة يدلس:
كانت طريقة أبي هريرة في روايته للحديث أن يرفع كل ما يرويه إلى النبي سواء أكان قد سمعه منه مشافهة، أم أخذه من غيره من الصحابة، أو من التابعين عنعنة، وكان لا يميز بين هذا وذاك عند الرواية ولا يذكر اسم من أخذ عنه من غير النبي - وهذا يعد عند المحدثين - تدليسا، ويكون ما يرويه من هذا الباب في حكم (المرسل) وقد أثبت العلماء أن أبا هريرة كان (مدلسا) (1) لان أكثر ما رواه بل غالبه لم يأخذه (سماعا) من النبي بسبب تأخر إسلامه وإنما رواه عنعنة (2) عن غيره من الصحابة أو التابعين (3).
قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (4):
كان أبو هريرة يقول: قال: رسول الله كذا، وإنما سمعه من الثقة عنده فحكاه، وكذلك كان ابن عباس يفعل وغيره من الصحابة.
وقد احتاط ابن قتيبة فقال (من الثقة عنده) ولم يقل من الثقة، لان أبا هريرة لم يكن يذكر اسم من روى عنه حتى يعلم، إن كان ثقة أو غير ثقة - وسيأتيك كلام طويل في ذلك.
وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (5)، قال يزيد بن إبراهيم: سمعت شعبة (6) يقول: " كان أبو هريرة يدلس ". وعلق الذهبي على هذا الخبر بقوله: