ومثل هذا الكتاب إنما يكون من الخطأ النظر فيه أو الرد عليه، وإنما يجب أن يقابل بما يستحقه من الاهمال، وأن يوضع في مكانه من عدم الاعتبار، وتلقاء ذلك رأيت من التدبير وصيانة لحرمة العلم وحفاظا على كرامة أهله، أن أمر عليه كما مررت على غيره من قبل - مر الكرام بلغو القول، وإن أتبع فيه ما اتخذته مع سائر الذين انتقدونا بجهل وبخاصة أن العجاج - الذي ظهر باسمه هذا الكتاب - ليس بخير منهم. ولا هو بالذي يستأهل الرد عليه من دونهم. وإنما الواجب أن نطرحه جانبا. ولا سيما بعد أن سبرنا علمه فوجدناه لا يزال عجرا لم يستو بعد ولم يستحصد!
كان هذا هو الرأي. ولكن لما كان هذا الكتاب من حيث الشكل ليس كالكتب التي نزهنا قلمنا عن التصدي لها. أو الرد عليها، ذلك، بما أتيح له من حظ وعناية، وبما اجتمع له من قوى مختلفة تناصرت على تأليفه وإخراجه ونشره وكان من هذه القوى من لهم مناصب كبيرة في كليات الجامعة المصرية (1).