لا تسألني فهو خير لك، قال: والله لا أدعك! قال: أشهد أنه كان من الذاكرين الله كثيرا، ومن الآمرين بالحق، والقائمين بالقسط والعافين عن الناس، قال: فما قولك في عثمان؟ قال: هو أول من فتح أبواب الظلم وأغلق أبواب الحق. قال: قتلت نفسك! قال: بل إياك قتلت! فأمر بقتله شر قتلة، فدفن حيا.
وفى الإستيعاب لابن عبد البر وأسد الغابة، أن حجرا قال لمن حضره من أهله، لا تنزعوا عنى حديدا، ولا تغسلوا عنى دعا، فإني لاق معاوية على الجادة، رضى الله عن حجر وإخوان حجر.
وهو حجر بن عدي الكندي الملقب بحجر الخير - كان من فضلاء الصحابة وفد على النبي وشهد القادسية (1).
معاوية وكيف كان يحكم لما كان معاوية على ما وصفنا، وأن أئمة السنة والشيعة قد أجمعوا على أنه كان باغيا على أمير المؤمنين المرتضى على، وترتب على بغيه عليه سفك دماء غزيرة، وفتن ومعاص كثيرة، لم يخلص المسلمون من شرها إلى هذا اليوم، والظاهر أنها ستبقى إلى يوم القيامة (2)، وأنه أول من هدم ركن الشورى في الاسلام (3) وبايع لابنه يزيد بالقوة والجبروت - لما كان كذلك كله فقد اضطر إلى تأييد