كاتبه وأمين سره مروان بن الحكم الأموي، ومروان هذا وشيعته قد هدموا كل ما بناه الاسلام من قبل، ودعمه أبو بكر وعمر من محاربة العصبية القبلية وبث الشعور بأن العرب وحدة، وحكموا كأمويين! لا كعرب فحرك ذلك ما كان كامنا من العداوة القديمة الجاهلية بين بنى هاشم وبنى أمية، وانتشرت الجمعيات السرية في آخر عهد عثمان تدعو إلى خلعه وتولية غيره (1).
بعد مقتل عثمان:
بويع أمير المؤمنين على رضوان الله عليه بعد مقتل عثمان بيعة صحيحة، وكان من الذين بايعوه طلحة والزبير وهما من الذين قيل: إنهم من العشرة المبشرين بالجنة! ولكنهما لم يلبثا قليلا حتى نقضا بيعتهما وخلعا من الطاعة أيديهما " وكان من الحق عليهما أن يفيا بالعهد ويخلصا للبيعة التي أعطياها (2) " وحرضتهما عائشة على الوقوف من على موقف الخصومة والحرب، لأنها كانت غاضبة من بيعة الناس لعلى أشد الغضب، حتى لقد قالت حينما بلغها أمر هذه البيعة كلمتها المشهورة وهي " لا يمكن أن تتم هذه البيعة ولو انطبقت السماء على الأرض (3) وذلك لما كانت تكن في قلبها من بغض وموجدة لعلى، بسبب رأيه المعروف في حديث الإفك، ولأنه زوج بنت ضرتها السيدة الجليلة خديجة، وكانت تغار منها حتى بعد موتها، ولأنه تزوج بأسماء الخثعمية بعد وفاة أبى بكر وهي أم أخيها محمد بن أبي بكر.
ولم تلبث عائشة حتى أمسكت بزمام الفتنة وركبت جملها (4) لتحرض