فيما يجب اتخاذه نحو رواياته والتحفظ من الأحاديث التي تروى عنه روى مسلم بن الحجاج عن بسر بن سعيد قال: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة، فيحدث عن رسول الله ويحدثنا عن كعب الأحبار ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله - وفى رواية: يجعل ما قاله كعب عن رسول الله، وما قاله رسول الله عن كعب فاتقوا الله وتحفظوا في الحديث (1).
وروى أحمد في مسنده (2) عن القاسم بن محمد قال: اجتمع أبو هريرة وكعب فجعل أبو هريرة يحدث كعبا عن النبي وكعب يحدث أبا هريرة عن الكتب أي مما يفتريه كعب من الإسرائيليات أو يزعم أنه من كتبهم.
ولكي نزيد هذا الكلام بيانا وتوكيدا نقول:
إنك لو رجعت إلى كتب الحديث فإنك تجد فيها أحاديث كثيرة لأبي هريرة ويرفعها إلى النبي صلى الله عليه وآله يزعم في بعضها أنه سمعها بأذنه من النبي صلى الله عليه وآله ويؤكد في بعض آخر هذا السماع، ويزيد عليه فيقول: أخذ رسول الله بيدي وهو يحدثني!
وإذا أنت تدبرت هذه الأحاديث وبحثت عن حقيقتها، وجدت أنها ليست من قول النبي صلى الله عليه وآله وإنما هي مكذوبة عليه.
وإنما نكتفي هنا بإيراد مثل واحد على ذلك حتى لا يطول بنا نفس (الحديث) وهذا المثل - كاف ولا ريب - عند التحقيق لان يقاس عليه كل ما جاء عن أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله، ويكشف عن حقيقة مروياته، ويبين مقدار نصيبها من الصحة - ذلك بأنه إذا كان يكذب فيما